-->

Type something and hit enter

On

إعداد: مشفق الرحمن*
إذا بدأت التعارف في حين، وظل ما بقي منه هذا السؤال من قبل خطابك، "يا أخي، ألا تفضل المراسلة مع أصدقائك عبر خدمة بلاك بيري مسنجر (BBM)؟ أو ما أشبه ذلك من الهواتف الذكية (Smart Phone) أو أندرويد (Android) أو أي أو إس (iOS)؟" فكيف تجيب؟
          أعتقد أنك تعلم مجددا خلال عصر التقني والإعلامي نهضة التطورات التكنولوجية، بل وحتى ما يحسبه الناس بعصر رقم التعريف الشخصي (PIN) حيث أن تحدث كل الأفراد من آن إلى آن ومن مكان نحو المكان، "هل عندك رقم تعريف بلاك بيري؟"
          لا يخفى لدى الكل أن بلاك بيري مسنجر هو برنامج المراسلة الفورية عن طريق الإنترنت مضمن في أجهزة بلاك بيري. ثم الآن، تم تطوير التطبيق ليعمل أيضا على منصتي تشغيل أندرويد و أي أو إس. وقد أخبر الرئيس التنفيذي (CEO) لبلاك بيري، جون تشن (Jonh Chen) في آذار 2014 أن عدد مستخدمي بلاك بيري مسنجر في إندونيسا حصل على 113 مليونا. وهذا عدد ملحوظ...!
          فهل أنت منهم يا أخي؟ قد تكون أنت منهم أو بعكس ذلك. أو ربما، تأملت دائما للحصول على ذلك بحيث لو سألك أحد "هل عندك رقم التعريف الشخصي لبلاك بيري مسنجر؟" فبلا أدنى اعتبار تجيب "أجل! هذا هو لي..." لكن، إذا كان الحال غير ذلك، فهل تجيب أيضا بلا أدنى اعتبار "لا!"؟ أم "مممم...(تتفكر شيأ للتفات الخطاب)"؟
          ولكن، ليس ذلك كل ما أريده. فالحياة وما فيها كما أعتقد ذلك أنا وأنت، هي المغامرة الممتعة للغاية. لأنها مجرد البداية التي ليست لها نهاية، إلا أننا تارة نسينا الأمور بحقها أنها ليست على ما يرام دائما ما دام اهتمامنا بشيء قد خالف أساليب الحياة الصالحة، أي أننا قد خدعتنا الحياة التي لا تبقى إلى الأبد.
          سموّك يا أخي... إن عصرك هذا هو العصر الذي كنت فيه عرفت بأن حياتك هي نفسك أنت أو أن نفسك هي حياتك أنت. ثم ماذا عني بك؟ لا، هذا لا شيء...
          جلالتك يا أخي... لو عشت لبقية عمرك بعد الآن بأحسن أسلوب من أساليب الحياة فلوجدت ذات نفسك تتأمل وتتمنى في المستقبل أنك لا تتوقف بالضبط أبدا على كل صنع الإنسان من الاختراعات. وذلك يعني أنك مطلوب في استخدامها بحكمة فحسب، بأن تترك جنونك في الحال عندما يعتريك.
          فليس هناك مانع يقتضي منك أن تتصرف في الأمور الأخروية فقط، بل هذه الحياة حياة الدنيا. فتعلم كما أعلم أن الجانبين الدنيوية والأخروية كلهما على حساب. فلا مشكلة بأن جُنِنت في كل الأشياء المخترعة من الهواتف الذكية وأندرويد وغير ذلك حسب ما تريده بشرط أن تتمكن من السيطرة على نفسك ولا يدعك ذلك الجنون تدعه.
          ثم الآن، أن تذكر ما يقال "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" و أعتقد بهذا أنك بكل تأكيد عرفت كل ما يندرج إلى "ما يعنيه" وإلى "ما لا يعنيه". فاهتمامك بشيء من جميع الأدوات المذكورة لَيعتبر من طبيعة البشر، وهذا شيء عادي. لأنه إذا اكتشف شيء جديد بين أيدينا مع براعاته الواعدة لمطالبنا، فماذا نقول؟ وكيف نتخلص منه؟ هل من مفر؟
          ولكن يا أخي، إذا سألوك عن رقم تعرفي الشخصي، فقل لهم! ليس لديه ما سألتم. هي هي هي...

*خريج المدرسة الثانوية لتحفيظ القرآن (MAT) عام 2013 الذي أصبح إدارة معهد النقاية لاتي وأحد المجلس الاستشاري لدار اللغة العربية والفقه السلفي (Dalfis). ولا يزال الآن يتفرد بالكثير من ترجمة التأليفات الأدبية العربية


Post a Comment
Click to comment
 

MARI BERLANGGANAN!