إعداد: مشفق الرحمن
"كل ما عنك ما هو إلا ذكريات
وكل ما عني ما هو إلا
تمنيات"
أنا الغارق في بحيرة عينيك، أقدم شعوري إليك على
شكل حزن
أنا الهائم في لج بحر ألفتك، أقدم إليك انفرادي في
المنفى
كيف
أبدأ رسالتي هذه والقلب يخفق بشدة كلما عادت إلي الذكريات المنسية؟ هي الذكريات
التي بعينها جاءت بكنز من الأحزان والكآبة. وكيف يَكتب شعري ملامح وجهك الطيبة دون
أن أدري ولا أنت؟ هذا ما أظنه شيئا قاسيا من المنفى. أنا اليوم لا أقدر على
مقاومة أي شيء بل وحتى لا أقدر أيضا على مقاومة تبسمك القاتل. قلتُ تارة إنه هو
النسيم العليل وتارة أخرى هو مجرد الألم القليل.
أنت عندي أغلى
الثمن في الحياة وما فيها كلها. لا أعتقد أساسا أن الشعور الذي يعتريني ويحملني
نحو طريق الجنون والحنون معا طوال الأوقات هو من كل قلب خالص أبدأ فيه أن أحبك بلا
حدود وأن أحبك أكثر مما ينبغي. ابتسامك علمني كثيرا أن أشد العذاب هو البعد في حين
ونحن قريبان، وابتسامك ذكّرني أن العشق الآن قد أشبه جنة الفردوس التي أدخلتني
إليها بحلاوتك.
في العشق بحار
ركبت فيها سفينة هبتها الرياح واتجه نحو شاطئ الخيال إلى أن يكون وجهك الوسيم هو
آخر الأوطان التي أعود إليه فأعود إليه ثم أعود إليه. ومهما سافرت إلى حيث لا أدري
أين كنت لكان دائما وجهك هو آخر عنواني ومنامي وحناني ومرامي ووسامي وقضائي وحياتي
ومماتي. فلربما لا أجد طريقا أفضل أتقرب به إلى الله من التقرب إليك أولا. لأن
الله جميل ويحب الجمال، فأنت من جمال الله تعالى الذي أنشدته دوما "ربنا ما
خلقت هذا باطلا".
فمحال أن أكون
رجلا بلا عشق وحب وغرام. فمحال أيضا أن أرى ذلك في غيرك. أنا الرجل الذي لا يعرف
حبا إلا في نفسك ولا يعشق عشقا إلا إلى لطف جوارحك ولا يكتب شعرا إلا عندما أبقاك
شيئا من الدفء في ربيعه.
قد يكون في
بعض الأحيان ما قاله جلال الدين الرومي "لا حب أفضل من حب بدون حبيب"
صحيحا. فإنني أفكر فيك أحيانا أنك مجرد شيء بالنسبة للعالم كله، وكل شيء بالنسبة
لي. لا أريد بيننا أية علاقة إنسانية كما قد أبقاه الكتاب الروائيون في رواياتهم
المشهوة مثل القصة المأساوية بين المجنون ابن الملوح مع حبيبته ليلى أو رواية دمعة
بين مجدولين وحبيبها إستيفن وما إلى ذلك من الشواهد الغرامية.
إنني أريد بيننا شيئا أكبر من مجرد
علاقة إنسانية وأخلد من أي شيء خلقه الله من الكون
يا كاتب التاريخ مهلا
يا صانع التاريخ سرعة
يا شاهد التاريخ معذرة
عندي بنفسي بدايتي ونهايتي
بدايتي هي أن وقعت في حبك
ونهايتي هي أن أموت شهيدا في حبك
اللهم
أنت يا رحمن، ما لي سواك يا منان.